وفقاً لتقرير مستقبل الوظائف 2018 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فرضت تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ضغوطات جديدة على أسواق العمل، وبيّنت الحاجة المُلحة لإعادة صياغة المهارات المطلوبة. وسيُشكّل إصلاح نظام التعليم، ومبادرات التعلّم مدى الحياة وإعادة صياغة المهارات أمراً جوهرياً من أجل تحقيق النمو الاقتصادي الشامل.
وفي هذا السياق، بادر المجلس الثقافي البريطاني بتطوير منهج Primary Plus الدراسي للتركيز بشكل أوسع على جوانب التنمية البدنية، والشخصية، والاجتماعية، والعاطفية للمتعلّمين الصغار، بغية إعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل. ونظراً لبيئة الأعمال المتغيّرة باستمرار وبوتيرة لم يسبق لها مثيل، لم تعد اللغة الإنكليزية وحدها كافية لإعداد الصغار للدخول والاندماج في أسواق العمل في المستقبل. وسيحتاج هذا الجيل إلى إتقان اللغة الإنكليزية بجانب مهارات شخصية متقدمة مثل الإبداع، والتفكير البنّاء، والعمل الجماعي، والتواصل.
ويقول توني رايلي مدير المجلس الثقافي البريطاني في المغرب: « لتزويدهم بمهارات تواكب المستقبل، وتنشئتهم ليكونوا ناجحين وواثقين، يحتاج الصغار اليوم إلى أكثر من مجرد اتقان اللغة الإنكليزية. إنهم بحاجة للمرونة والذكاء والمثابرة حتى يتمكنوا من استكشاف فرص التعليم العالي في الخارج، ولكي يصبحوا جزءاً من أسواق العمل التي باتت تتسم بالتنافسية والتنقل بعيداً عن جدران المكاتب التقليدية، بالإضافة إلى الدخول إلى وظائف غير موجودة بعد. إن الاستثمار في تعليم ورعاية الصغار من مرحلة مبكرة يمكن أن يدعم نجاحهم على المدى الطويل في رحلتهم الأكاديمية، وحتى حياتهم العملية ».
ويضيف: « يدرك الناس في المغرب أهمية اللغة الإنكليزية، ويعلمون أن الإنكليزية هي لغة التواصل الدولي، ويتم تدريسها كجزء من المنهج المعتمد في المدارس العامة والخاصة. وبالرغم من ذلك، تسجّل المغرب مستوى منخفضاً جداً في مؤشر اتقان اللغة الإنكليزية، والذي يعود إلى حد كبير إلى النتائج الضعيفة في مادة الاستماع والفهم. ويتطلب برنامج Primary Plus من الطلبة استخدام اللغة الإنكليزية في سيناريوهات الحياة الواقعية. إنه طريقة تقنية وعملية على حد سواء، مما يعني أن الصغار يكملون البرنامج بمستويات أعلى من الفهم ».
ويتخطى برنامج Primary Plus حدود تعلم اللغة، وذلك من خلال الترويج الفعال للإبداع، والتفكير البنّاء، ومهارات تقنية المعلومات، و « تعلّم كيفية التعلّم ». ويوفر البرنامج بيئة ملهمة مع فصول تفاعلية ومشاريع إبداعية تغرس حب التعلم، وتعزّز المعرفة باللغة الإنكليزية. وبتضمين موضوعات واقعية تتعلق بالتجارب الشخصية للصغار، يهدف البرنامج إلى صقل وتحسين لغتهم بشكل طبيعي، وتحفيز اهتمامهم باستكشاف العالم من حولهم باستخدام اللغة الإنكليزية.
وبتدريسه على يد متخصصين من المجلس الثقافي البريطاني ممن يعتبرون خبراء عالميين في تدريس اللغة الإنكليزية، يتكوّن منهج Primary Plus من سلسلة من ستة مستويات مع موضوعات مناسبة للفئة العمرية تتطابق مع مراحل تطور الطفل. وتم تصميم الفصول الدراسية لتكون تفاعلية وممتعة وتحفيزية، حيث يشجّع المدرسون حرية التعبير عبر حلقات تفاعلية للغاية، وضمن بيئة آمنة ومواتية.
وتشمل مواد البرنامج « مطبوعات » تم إعدادها واختبارها وتنقيحها من قبل المجلس الثقافي البريطاني على مستوى العالم، مما يجعلها أكثر حداثة من الكتب المدرسية العادية، وتوفر مرونة أكبر في التعلم.
ويمكن للطلبة أيضاً المشاركة في أنشطة التعلم من المنزل عبر بوابة Primary Plus الإلكترونية على شبكة الإنترنت، والتي تم تصميمها خصيصاً لتمارين قواعد اللغة والمفردات، مع العديد من الأفلام وألعاب تعلم اللغة التي يمكن النفاذ إليها بمجرد وصول الطلبة إلى مستوى معين من الإنجاز.
ويستقبل البرنامج طلبات التسجيل الآن. وبحضور البرنامج، يمكن للمتعلمين الصغار الاستفادة من الثروة المعرفية وخبرات التدريس التي يتمتع بها المجلس الثقافي البريطاني. فعلى مدى الثمانين عاماً الماضية، ساعد المجلس الثقافي البريطاني أكثر من 100 مليون شخص في 100 دولة مختلفة على تحسين مهاراتهم في اللغة الإنكليزية.
المصدر: menara.ma